فصل: عبد الرحمن بن محمد بن إدريس بن المنذر

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: أبجد العلوم **


 علماء التواريخ

 أبو الفداء، إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي

البصري، ثم الدمشقي، الفقيه الشافعي، الحافظ، عماد الدين بن الخطيب، شهاب الدين، المعروف‏:‏ بالحافظ ابن كثير

ولد سنة سبعمائة، وقدم دمشق، وله نحو سبع سنين، مع أخيه بعد موت أبيه، وحفظ التنبيه، ومختصر ابن الحاجب‏.‏

وتفقه بالبرهان ابن الفزاري، والكمال ابن شهبة، ثم صاهر المزي، وصحب شيخ الإسلام ابن تيمية، ومدحه في كتابه ‏(‏الباعث الحثيث‏)‏ أحسن مدح‏.‏

وقرأ في الأصول على الأصبهاني، وكان كثير الاستحضار، وقليل النسيان، ‏(‏3/ 90‏)‏ جيد الفهم، مشاركا في العربية، ينظم نظما وسطا‏.‏

قال ابن حجي‏:‏ ما اجتمعت به قط إلا استفدت منه، وقد لازمته ست سنين، وذكره الذهبي في معجمه المختص، فقال‏:‏

الإمام المحدث، المفتي البارع، ووصفه بحفظ المتون، وسمع من ابن عساكر، وغيره‏.‏

ولازم الحافظ المزي، وتزوج بابنته، وسمع عليه أكثر تصانيفه‏.‏

وأخذ عن الشيخ تقي الدين بن تيمية، فأكثر عنه، وصنف التصانيف الكثيرة في التفسير، والتاريخ، والأحكام‏.‏

وقال ابن حبيب فيه‏:‏ إمام ذوي التسبيح والتهليل، وزعيم أرباب التأويل، سمع وجمع وصنف، وأطرب الأسماع بأقواله وشنف، وحدث وأفاد، وطارت أوراق فتاويه إلى البلاد، واشتهر بالضبط والتحرير، وانتهت إليه رياسة العلم في التاريخ والحديث والتفسير‏.‏

مات بدمشق، خامس عشر شعبان، فقد أجاز لمن أدركه حيا، وهو القائل‏:‏

تمر بنا الأيام تترى وإنما ** تساق إلى الآجال والعين تنظر

ولا عائد ذاك الشباب الذي مضى ** ولا زائل هذا المشيب المكدر

ولو قال‏:‏ فلا عائد صفو الشباب، لكان أصنع‏.‏

 أبو جعفر، محمد بن جرير بن يزيد بن خالد الطبري

وقيل‏:‏ يزيد بن كثير بن غالب، صاحب التاريخ الشهير، والتفسير الكبير‏.‏

كان إماما في فنون كثيرة، منها‏:‏ الحديث، والفقه، والتاريخ، والتفسير، وغير ذلك‏.‏

وله مصنفات مليحة، في فنون عديدة، تدل على سعة علمه، وغزارة فضله‏.‏

وكان من الأئمة المجتهدين، لم يقلد أحدا، وكان أبو الفرح، المعافى بن ‏(‏3/ 91‏)‏ زكريا النهرواني، المعروف‏:‏ بابن طرار على مذهبه، وكان ثقة في نقله، وتاريخه أصح التواريخ وأثبتها، وذكره الشيخ أبو إسحاق الشيرازي، في طبقات الفقهاء، في جملة المجتهدين‏.‏

ولد سنة 224، بآمل طبرستان، وتوفي في شوال، سنة 310، ببغداد، - رحمه الله - كذا في ابن خلكان‏.‏

 عز الدين، أبو الحسن علي بن محمد

المعروف‏:‏ بابن الأثير الجزري

صاحب التاريخ المسمى‏:‏ بالكامل، المطبوع بمصر حالا، ولد بالجزيرة، ونشأ بها، ثم سار إلى الموصل مع والده وأخويه، وسمع بها، وقدم بغداد مرارا حاجا، ورسولا من صاحب الموصل، وسمع من فضلائها، ثم رحل إلى الشام والقدس، وسمع هناك من جماعة، ثم عاد إلى الموصل، ولزم بيته، منقطعا إلى التوفر على النظر في العلم والتصنيف، وكان بيته مجمع الفضل لأهل الموصل، والواردين عليها‏.‏

وكان إماما في حفظ الحديث، ومعرفته، وما يتعلق به، حافظا للتواريخ المتقدمة والمتأخرة، خبيرا بأنساب العرب، ووقائعهم، وأخبارهم، وأيامهم‏.‏

صنف في التاريخ كتابا كبيرا، سماه‏:‏ الكامل، ابتدأ فيه من‏:‏ أول الزمان إلى آخر سنة ثمان وعشرين وستمائة، وهو من خيار التواريخ، وقفت عليه‏.‏

واختصر كتاب الأنساب لأبي سعد السمعاني، وزاد عليه أشياء أهملها، ونبه على أغلاط، واستدرك عليه فيه في مواضع، وله‏:‏ كتاب أخبار الصحابة، في ست مجلدات‏.‏

ولد في سنة 555، ومات في سنة 630‏.‏

وقال ابن خلكان‏:‏ اجتمعت به، فوجدته رجلا مكملا في الفضائل، وكرم الأخلاق، وكثرة التواضع، فلازمت الترداد إليه، وكان بينه وبين الوالد مؤانسة أكيدة، فكان بسببها يبالغ في الرعاية والإكرام‏.‏ انتهى‏.‏

 أبو الفرج، عبد الرحمن بن أبي الحسن علي بن محمد القرشي

التميمي، الجوزي

الصديقي، البغدادي، الفقيه، المحدث، المفسر، الواعظ، الحنبلي، المعروف‏:‏ بابن الجوزي‏.‏ ‏(‏3/ 92‏)‏

الحافظ، الملقب‏:‏ جمال الحفاظ، كان علامة عصره، وإمام وقته في الحديث، وصناعة الوعظ، صنف متونا في فنون عديدة‏.‏

منها‏:‏ زاد المسير في علم التفسير، أربعة أجزاء، أتى فيه بأشياء غريبة‏.‏

وله في الحديث تصانيف كثيرة، حسنة نافعة‏.‏

منها‏:‏ الموضوعات، في أربعة أجزاء، أورد فيها كل حديث موضوع، لكن تُعقِّب عليه في بعضها‏.‏

وله‏:‏ تلبيس إبليس، وهو نافع جدا مفيد لمن يريد الآخرة‏.‏

والمنتظم في تواريخ الأمم، وهو كبير‏.‏

وكتاب تلقيح فهوم الأثر، على وضع كتاب المعارف لابن قتيبة‏.‏

ولقط المنافع، في الطب‏.‏

وبالجملة‏:‏ فكتبه أكثر من أن تعد، وكتب بخطه شيئا كثيرا، والناس يغالون في ذلك، حتى يقال‏:‏ إنه جمعت الكراريس التي كتبها، وحسبت مدة عمره، وقسمت الكراريس عليها، فكان ما خص كل يوم تسعة كراريس، وهذا شيء عظيم، لا يكاد يقبله العقل، ويقال‏:‏ إنه جمعت بُراية أقلامه التي كتب بها حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، فحُصِّل منها شيء كثير، وأوصى أن يسخن بها الماء الذي يُغسل به بعد موته، ففعل ذلك، فكفت، وفضل منها، وله أشعار كثيرة، وكانت له في مجالس الوعظ أجوبة نادرة‏.‏

فمن أحسن ما يحكى عنه‏:‏ أنه وقع النزاع ببغداد بين أهل السنة والشيعة، في المفاضلة بين أبي بكر وعلي - رضي الله عنهما - فرضي الكل بما يجيب به الشيخ، ‏(‏3/ 93‏)‏ فأقاموا شخصا سأله عن ذلك، وهو على الكرسي، في مجالس وعظه، فقال‏:‏

أفضلهما من كانت ابنته تحته، وفي رواية‏:‏ من كانت ابنته في بيته، ونزل في الحال، حتى لا يُراجَع في ذلك‏.‏

فقال السنية‏:‏ هو أبو بكر، لأن ابنته عائشة تحت رسول الله صلى الله عليه وسلم‏.‏

وقالت الشيعة‏:‏ هو علي بن أبي طالب، لأن فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم تحته، وهذه من لطائف الأجوبة، ولو حصل بعد الفكر التام، وإمعان النظر، كان في غاية الحسن، فضلا عن البديهة، وله محاسن كثيرة يطول شرحها، قاله ابن خلكان‏.‏

وزاد في مدينة العلوم‏:‏ وسُئِل‏:‏ ما لنا نرى الكوز الجديد، إذا صُبَّ فيه الماء ينش، ويخرج منه صوت‏؟‏ فقال‏:‏ يشكو ما لاقاه من أذى النار‏.‏

وسُئِل‏:‏ إن الكوز إذا ملأ فاه لا يبرد، فإذا نقص برد‏؟‏ فقال‏:‏ حتى تعلموا أن الهوى لا يدخل إلا على ناقص‏.‏

وسئل‏:‏ كيف نسب قتل الحسين إلى يزيد، وهو بدمشق‏؟‏ فأنشد‏:‏

سهم أصاب وراميه بذي سلم ** من بالعراق لقد أبعدت مرماك

وله من هذا النوع أجوبة لطيفة كثيرة‏.‏

وله‏:‏ كتاب نزهة الناظر للمقيم والمسافر، في المحاضرات، كتبه سيدي الوالد العلامة‏:‏ حسن بن علي الحسيني القنوجي البخاري - رحمه الله - بيده الشريفة، لحسن سبكه، ولطف مطالبه‏.‏

ولد سنة ثمان، أو عشرة وخمسمائة، وتوفي ثاني عشر رمضان، سنة 592، ببغداد، ودفن بباب حرب، وتوفي والده سنة 514، والجوزي‏:‏ نسبة إلى فرضة الجوز، وهو موضع مشهور‏.‏

 سبط ابن الجوزي، شمس الدين، أبو المظفر

يوسف بن قزاوغلي، الواعظ المشهور، حنفي المذهب، له صيت وسماع في مجالس وعظه، وقبول عند الملوك، وغيرهم‏.‏ ‏(‏3/ 94‏)‏

روى عن جده ببغداد، وسمع ابن طبرزد، وسمع بالموصل، ودمشق، وحدث بها، وبمصر، وله‏:‏ تاريخ‏:‏ مرآة الزمان‏.‏

قال ابن خلكان‏:‏ رأيته بخطه، في أربعين مجلدا‏.‏

وقال صاحب مدينة العلوم‏:‏ وأنا رأيته، في ثمان مجلدات، لكن ضخام، بخط دقيق؛ وله‏:‏ كتاب إيثار الإنصاف، ومنتهى السول في سيرة الرسول، واللوامع في أحاديث المختصر والجامع، وتفسير القرآن، توفي سنة 653، بدمشق، ومولده في سنة 581، ببغداد، وكان يقول‏:‏ أخبرتني أمي أن مولدي سنة اثنتين وثمانين - والله أعلم -‏.‏

ابن خلكان، شمس الدين، أحمد بن محمد بن إبراهيم

ابن أبي بكر بن خلكان البرمكي، الشافعي، كان ذا فضل في كل فن، موصوفا بكرم الأخلاق والديانة، ثقة في نقله، صنف تاريخا، سماه‏:‏ ‏(‏وفيات الأعيان‏)‏، في مجلدين كبيرين، قد طبع بمصر القاهرة لهذا العهد، وهو بخطه في خمس مجلدات، رآه صاحب مدينة العلوم، وكان قاضيا بالقاهرة مدة، ذكره في تاريخه‏.‏

ولد بعد صلاة العصر، يوم الخميس، حادي عشر ربيع الآخر، سنة 608، بمدينة إربل، بالمدرسة المظفرية، ذكر تاريخ ولادته في ترجمة زينب بنت الشعري، في آخر الأسامي المذكورة في حروف الزاي‏.‏

وتوفي يوم السبت، السادس والعشرين من رجب، سنة 681، بدمشق المحروسة‏.‏

تفقه أولا على أبيه بإربل، ثم انتقل بعده إلى الموصل، وحضر درس كمال الدين بن يونس، ثم انتقل إلى حلب‏.‏

وقرأ النحو على أبي البقاء يعيش بن علي النحوي، والفقه على أبي المحاسن يوسف بن شداد، ثم قدم دمشق، واشتغل على ابن الصلاح‏.‏

ثم انتقل إلى القاهرة، ثم ولي قضاء المحلة، ثم صار قاضي القضاة بالشام، وله في الأدب اليد الطولى، وشعره أرق، وأحسن، وأعذب، - رحمه الله تعالى -‏.‏ ‏(‏3/ 95‏)‏

 شيخ الإسلام أبو الفضل، أحمد بن شيخ الإسلام علاء الدين علي

المعروف‏:‏ بابن حجر العسقلاني

المصري، صاحب‏:‏ فتح الباري شرح صحيح البخاري، الإمام، العلامة، الحجة، هادي الناس إلى المحجة، له تصانيف على أكف القبول مرفوعة، وآثار حسنة لا مقطوعة ولا ممنوعة‏.‏

جمع من العلوم والفضائل والحسنات، والكمالات والمبرات، والتصنيفات والتأليفات، مالا يأتي عليه الحصر‏.‏

كان حافظا، دينا، ورعا، زاهدا، عابدا، مفسرا، شاعرا، فقيها، أصوليا، متكلما، ناقدا، بصيرا، جامعا‏.‏

حرر ترجمته جمع من الأعيان، وعدّوه في جملة البالغين إلى درجة الاجتهاد في هذا الشأن، منها‏:‏ كتاب الجواهر والدرر، في ترجمة شيخ الإسلام الحافظ ابن حجر‏.‏

وتشهد بفضائله، وغزارة علومه، وكثرة فواضله، تآليفه الموجودة بأيدي الناس، وقد رزق السعادة التامة، والإتقان الكبير، والإنصاف الكامل فيها، منها‏:‏ بلوغ المرام من أدلة الأحكام، وهو كتاب لو خُطَّ بماء الذهب، وبيع بالأرواح والمهج، لما أدى حقه‏.‏

وقد شرحته بالفارسية، وسميته‏:‏ مسك الختام‏.‏

ومنها‏:‏ الدرر الكامنة، في أعيان المائة الثامنة‏.‏

وكتاب‏:‏ تلخيص الحبير، في تخريج أحاديث الرافعي الكبير‏.‏

وتعجيل المنفعة في رجال الأربعة، إلى غير ذلك من الرسائل المختصرة، والدفاتر المطولة، - والله يختص برحمته من يشاء -، وقد ذكرت له ترجمة في أول مسك الختام، في إتحاف النبلاء المتقين‏.‏

وهو الإمام، العلامة، حافظ العصر، قاضي القضاة، شيخ الإسلام‏.‏

ولد سنة ثلاث وسبعين وسبعمائة، وتوفي ليلة السبت المسفر صباحها، في ثامن عشر ذي الحجة، سنة ثمان وخمسين وثمانمائة، وكان عمره إذ ذاك تسعة وسبعين سنة، وأربعة أشهر، وعشرة أيام، ‏(‏3/ 96‏)‏ وصلى عليه خلق كثير‏.‏

قال في مدينة العلوم‏:‏ ومن جملتهم‏:‏ أبو العباس الخضر عليه السلام، رآه عصابة من الأولياء‏.‏ انتهى‏.‏

قلت‏:‏ وفيه نظر واضح عند من يقتدي بأهل الحديث‏.‏

وتصانيفه أكثر من أن تحصى، وكلها أتقن من تأليفات السيوطي، وشهرته تغني عن إكثار المدح له، وإطالة ترجمته، وهو من مشائخي في علم الحديث، وقد انتفعت بكتبه كثيرا، ولله الحمد‏.‏

 خليل بن أيبك، الشيخ‏:‏ صلاح الدين الصفدي

الشافعي، الإمام، الأديب، الناظم، الناثر، صاحب التاريخ الكبير، وهو بخطه، أكثر من خمسين مجلدا، ولد سنة 669، وقرأ يسيرا من الفقه والأصلين، وبرع في الأدب‏:‏ نظما، ونثرا، وكتابة، وجمعا؛ وتتلمذ على الشيخ‏:‏ تقي الدين، أبي الحسن، علي بن عبد الكافي السبكي؛ ولازم الحافظ فتح الدين بن سيد الناس، وبه تمهر في الأدب‏.‏

وقال‏:‏ كتبت أزيد من ستمائة مجلد تصنيفا‏.‏

مات بالطاعون، ليلة عاشر شوال، سنة 794 - رحمه الله تعالى -‏.‏

 الحافظ‏:‏ أبو بكر، أحمد بن علي بن ثابت البغدادي

المعروف‏:‏ بالخطيب

صاحب تاريخ بغداد‏.‏

كان من الحفاظ المتقنين، والعلماء المتبحرين، ولو لم يكن له سوى التاريخ لكفاه، فإنه يدل على اطلاع عظيم؛ وصنف قريبا من مائة مصنف، وفضله أشهر من أن يوصف‏.‏

أخذ الفقه عن‏:‏ أبي الحسن المحاملي، والقاضي أبي الطيب الطبري، وغيرهما‏.‏

وكان فقيها، فغلب عليه الحديث، والتاريخ‏.‏ ‏(‏3/ 97‏)‏

ولد يوم الخميس، في سنة 393، وتوفي يوم الاثنين، سابع ذي الحجة، وقيل‏:‏ في شوال، سنة 463، ببغداد؛ وحكايته في إبطال خط النبي صلى الله عليه وآله وسلم، الذي أخرجه اليهود لإسقاط الجزية عنهم - واحتجوا به - مشهورة‏.‏

وإن الشيخ أبا إسحاق الشيرازي من جملة من حمل نعشه، لأنه انتفع به كثيرا، وكان يراجعه في تصانيفه، والعجب أنه كان في وقته‏:‏ حافظ الشرق، وأبو عمرو يوسف بن عبد البر - صاحب كتاب الاستيعاب -‏:‏ حافظ المغرب، وماتا في سنة واحدة؛ وقد كان تصدق بجميع ماله‏:‏ وهو مائتا دينار، فرَّقها على أرباب الحديث والفقهاء والفقراء في مرضه؛ وأوصى أن يُتَصدَّق عنه بجميع ماله، وما عليه من الثياب؛ ووقف جميع كتبه على المسلمين، ولم يكن له عقب؛ وصنف أكثر من ستين كتابا، ورؤيت له منامات حسنة صالحة بعد موته، وكان قد انتهى إليه علم الحديث وحفظه في وقته؛ هذا آخر ما نقلته من كتاب ابن النجار - رحمه الله تعالى -‏.‏

الحافظ‏:‏ محب الدين بن النجار، صاحب‏:‏ ذيل تاريخ بغداد

جاوز ثلاثين مجلدا، وذيلُه‏:‏ دالّ على سعة حفظه، وعلو شأنه‏.‏

وهو‏:‏ محمد بن محمود بن الحسن بن هبة الله، الحافظ الكبير، الثقة، له‏:‏ مصنف حافل في مناقب الشافعي، وتصانيف أخر في السنن والأحكام‏.‏

ولد في سنة 578، وله‏:‏ الرحلة الواسعة إلى الشام، ومصر، والحجاز، ومرو، وأصبهان، وهراة، ونيسابور، وكانت رحلته سبعا وعشرين سنة، توفي ببغداد، في سنة ثلاث وأربعين وستمائة‏.‏

 تاج الإسلام‏:‏ أبو سعيد السمعاني

عبد الكريم بن أبي بكر محمد بن أبي المظفر المروزي، الفقيه الشافعي

رحل في طلب العلم والحديث إلى شرق الأرض وغربها، وجنوبها وشمالها، و سافر إلى ما وراء النهر، وسائر بلاد خراسان عدة دفعات، وإلى قومس، والري، وأصبهان، وهمذان، وبلاد الجبال، والعراق، والحجاز، والموصل، والجزيرة، والشام، وغيرها من المدن التي يطول ذكرها، ويتعذر حصرها‏.‏ ‏(‏3/ 98‏)‏

ولقي العلماء، وأخذ عنهم، وجالسهم، وروى عنهم، واقتدى بأفعالهم الجميلة، وآثارهم الحميدة؛ وكان عدة شيوخه تزيد على أربعة آلاف شيخ‏.‏

وصنف التصانيف الحسنة الغزيرة الفائدة، منها‏:‏ ذيل تاريخ بغداد، وهو نحو خمسة عشر مجلدا؛ وتاريخ مرو، يزيد على عشرين مجلدا؛ وكذلك‏:‏ الأنساب، نحو ثمان مجلدات؛ وقد وقفتُ عليه - ولله الحمد -‏.‏

ولد سنة 506، وتوفي بمرو، سنة 562؛ وكان أبوه وجده أيضا من الفضلاء العلماء النبلاء، ذكرهما ابن خلكان‏.‏

 محمد بن أحمد بن عثمان بن قايماز، شمس الدين، أبو عبد الله، الذهبي

محدث العصر، إمام الوجود حفظا، وذهبيُّ العصر معنى ولفظا‏.‏

ولد سنة 673، وطلب الحديث وهو ابن ثمان عشرة‏.‏

سمع بدمشق، ومصر، وبعلبك، والإسكندرية‏.‏

وسمع منه الجمع الكثير، وكان شديد الميل إلى رأي الحنابلة، كثير الإزراء بأهل الرأي، فلذلك لايصفهم في التراجم‏.‏

له التصانيف الجزيلة في الحديث، وأسماء الرجال؛ قرأ القرآن، وأقرأه بالروايات، صنف‏:‏ التاريخ الكبير؛ ثم الأوسط، المسمى‏:‏ بالعبر؛ والصغير، المسمى‏:‏ بدول الإسلام؛ وتاريخه من أجل التواريخ‏.‏

وقف الشيخ كمال الدين بن الزملكاني على تاريخ الإسلام له جزءا بعد جزء، إلى أن أنهاه مطالعة، فقال‏:‏ هذا كتاب جليل؛ وتاريخه المذكور‏:‏ عشرون مجلدا؛ وكتاب تاريخ النبلاء، عشرون مجلدا‏.‏

وله‏:‏ طبقات القراء‏.‏

وطبقات الحفاظ، مجلدين‏.‏

وميزان الاعتدال، ثلاث مجلدات‏.‏ ‏(‏3/ 99‏)‏

والمثبت في الأسماء والأنساب، مجلد‏.‏

ونبأ الرجال، مجلد‏.‏

وتهذيب التهذيب، مجلد‏.‏

واختصار سنن البيهقي، خمس مجلدات‏.‏

وتنقيح أحاديث التعليق لابن الجوزي‏.‏

والمستحلي اختصار المحلي‏.‏

والمقتنى في الضعفاء‏.‏

واختصار المستدرك للحاكم، مجلدان‏.‏

واختصار تاريخ الخطيب، مجلدان‏.‏

وتوقيف أهل التوفيق، على مناقب الصديق؛ مجلد‏.‏

ونعم السمر، في سيرة عمر؛ مجلد‏.‏

والتبيان، في مناقب عثمان؛ مجلد‏.‏

وفتح الطالب، في أخبار علي بن أبي طالب؛ مجلد‏.‏

ومعجم أشياخه، وهو ألف وثلاثمائة شيخ‏.‏

واختصار كتاب الجهاد لابن عساكر، مجلد‏.‏

وما بعد الموت، مجلد‏.‏

وهالة البدر، في عدد أهل بدر‏.‏

وله في تراجم الأعيان‏:‏ مصنف لكل واحد منهم، قائم الذات، مثل‏:‏ الأئمة الأربعة، ومن يجري مجراهم، لكن أدخل الكل في تاريخ النبلاء‏.‏

ومن شعره‏:‏

إذا قرأ الحديث علي شخص ** وأخلى موضعا لوفاة مثلي

فما جازى بإحسان لأني ** أريد حياته ويريد قتلي

وله‏:‏

العلم‏:‏ قال الله قال رسوله ** إن صح والإجماع فاجهد فيه

وحذار من نصب الخلاف جهالة ** بين الرسول وبين رأي فقيه ‏(‏3/ 100‏)‏

توفي ليلة الاثنين، ثالث ذي القعدة، سنة 748‏.‏

ذكر له ابن شاكر الكتبي ترجمة حسنة في‏:‏ فوات الوفيات، إن شئت فراجعه‏.‏

عبد الله بن محمد بن عبيد بن سفيان القشيري، مولى بني أمية، يعرف‏:‏ بابن أبي الدنيا

ولد سنة 208، وتوفي سنة 383‏.‏

وكان يؤدب المكتفي بالله في حداثته‏.‏

وهو أحد الثقات، المصنفين للأخبار، والسير، والتاريخ؛ له كتب كثيرة، تزيد على مائة كتاب‏.‏

سمع من المشائخ‏.‏

وروى عنه جماعة، قال ابن أبي حاتم‏:‏ كتبت عنه مع أبي، وكان صدوقا، إذا جالس أحدا‏:‏ إن شاء أضحكه، وإن شاء أبكاه - رحمه الله تعالى‏.‏-

 عبد الرحمن بن محمد بن إدريس بن المنذر

ابن داود بن مهران، أبو محمد بن أبي حاتم التميمي الحنظلي؛ الإمام ابن الإمام، والحافظ ابن الحافظ، سمع أباه، وغيره‏.‏

قال ابن مندة‏:‏ صنف المسند، ألف جزء؛ وله‏:‏ كتاب الزهد؛ والكنى؛ والفوائد الكبرى؛ ومقدمة الجرح والتعديل؛ والتاريخ‏.‏

وصنف في الفقه، واختلاف الصحابة والتابعين، وعلماء الأمصار؛ وهذا يدل على سعة حفظه، وإمامته؛ وكتاب الرد على المجسمة؛ وتفسير كبير، سائر آثاره مسندة، في أربع مجلدات‏.‏

قال أبو يعلى الخليلي‏:‏ كان يعد من الأبدال، وقد أثنى عليه جماعة بالزهد، والورع التام، والعلم، والعمل؛ توفي في المحرم، سنة 327 - رحمه الله تعالى‏.‏-

 أبو سعيد، عبد الرحمن بن أحمد، المعروف‏:‏ بابن حبان الصدقي

المحدث، المؤرخ، المصري؛ كان خبيرا بأحوال الناس، ومطلعا على تواريخهم، عارفا بما يقوله؛ جمع لمصر تاريخين، وما قصر فيهما‏.‏ ‏(‏3/ 101‏)‏

ولد سنة 281، وتوفي سنة 347؛ ورثاه الخولاني الخشاب، بما منه قوله‏:‏

ما زلت تلهج بالتاريخ تكتبه ** حتى رأيناك في التاريخ مكتوبا

أرخت موتك في ذكري وفي صحفي ** لمن يؤرخني إذا كنت محسوبا

هارون بن علي بن يحيى بن أبي منصور المنجم، البغدادي

الأديب الفاضل، صاحب كتاب‏:‏ البارع، في أخبار الشعراء المولدين، جمع فيه مائة وواحدا وستين شاعرا، وافتتحه بذكر بشار بن برد العقيلي، وختمه بمحمد ابن عبد الملك بن صالح، واختار فيه من شعر كل واحد عيونه‏.‏

وبالجملة‏:‏ فإنه من الكتب النفيسة، يغني عن دواوين الجماعة الذين ذكرهم، فإنه اختصر أشعارهم، وأثبت منها زبدتها، وترك زبلتها؛ وكتاب الخريدة‏.‏

وكتاب الخطيري، والباخرزي، والثعالبي‏:‏ فروع عليه، وهو الأصل الذي نسجوا على منواله‏.‏

وله‏:‏ كتاب النساء، وما جاء فيهن من الخير، ومحاسن ما قيل فيهن من الشعر، والكلام الحسن؛ وكان أبو منصور - جدُّ أبيه - منجِّم أبي جعفر المنصور - أمير المؤمنين -، وكان مجوسيا، وهم أهل بيت فيهم‏:‏ جماعة من الفضلاء، والأدباء، والشعراء، جالسوا الخلفاء ونادموهم؛ وقد عقد لهم الثعالبي في كتاب اليتيمة بابا مستقلا، ذكر فيه جماعة منهم‏.‏

وكان حافظا، راوية للأشعار، حسن المنادمة، لطيف المجالسة؛ توفي وهو حديث السن، في سنة 288 - رحمه الله تعالى‏.‏-

 أبو الحسن، علي بن الحسن بن علي بن أبي الطيب الباخرزي

الشاعر المشهور، صاحب‏:‏ دمية القصر، وعصرة أهل العصر؛ وهو ذيل‏:‏ يتيمة الدهر، للثعالبي‏.‏

كان أوحد عصره في فضله، وذهنه السابق، إلى حيازة القصب في نظمه ونثره؛ وكان في شبابه مشتغلا بالفقه، فاختص بملازمة الشيخ‏:‏ أبي محمد الجويني، والد إمام الحرمين على مذهب الشافعي‏.‏ ‏(‏3/ 102‏)‏

ثم شرع في فن الكتابة، وغلب أدبه على الفقه، فاشتهر به؛ واختلف إلى ديوان الرسائل، وارتفعت به الأحوال، وانخفضت؛ ورأى من الدهر العجائب، سفرا وحضرا؛ وعمل الشعر؛ وسمع الحديث‏.‏

وقد وضع على ‏(‏دميته‏)‏ شرفُ الدين، علي بن يزيد، أبو الحسن البيهقي كتابا، سماه‏:‏ وشاح الدمية، وهو‏:‏ كالذيل له؛ وديوان شعره‏:‏ مجلد كبير، والغالب عليه الجودة‏.‏

وقتل الباخرزي في مجلس الأنس، بباخرز، في سنة 467، وذهب دمه هدرا‏.‏

وباخرز‏:‏ ناحية من نواحي نيسابور، تشتمل على قرى ومزارع؛ خرج منها جماعة من الفضلاء الكرام، والأجلة العظام، وغيرهم‏.‏

 أبو المعالي سعد بن علي بن القاسم الأنصاري الخزرجي الوراق الخطيري

المعروف‏:‏ بدلاّل الكتب

كانت لديه معارف، وله نظم جيد، وألف مجاميع ما قصر فيها، منها‏:‏ كتاب زينة الدهر وعصرة أهل العصر، وذكر ألطاف شعر العصر، الذي ذيله على‏:‏ دمية القصر للباخرزي، جمع فيه جماعة كثيرة من أهل عصره، ومن تقدمهم، وأورد لكل واحد طرفا من أحواله، وشيئا من شعره‏.‏

ذكره عماد الدين الكاتب في الخريدة، وأنشد له عدة مقاطيع، وروى عنه لغيره شعرا كثيرا‏.‏

وكان مطلعا على أشعار الناس وأحوالهم، وله‏:‏ كتاب ملح الملح، يدل على كثرة اطلاعه، وله كل معنى مليح، مع جودة السبك‏.‏

توفي سنة 568، ببغداد، ودفن بمقبرة باب حرب‏.‏

والخطيري‏:‏ نسبة إلى موضع فوق بغداد، يقال له‏:‏ الخطيرة، ينسب إليه كثير من العلماء؛ والثياب الخطيرية‏:‏ منسوبة إليه أيضا‏.‏

 عماد الدين الكاتب محمد بن صفي الدين الأصفهاني

كان فقيها، شافعي المذهب، تفقه بالمدرسة النظامية، وأتقن الخلاف، وفنون الأدب؛ وله من ‏(‏3/ 103‏)‏ الشعر والرسائل ما يغني عن الإطالة في شرحه؛ ثم بلغ الرفعة عند السلطان صلاح الدين، ونور الدين محمود بن أتابك زنكي، وتقلبت به الأحوال إلى أن عظم أمره‏.‏

وصنف التصانيف النافعة، منها‏:‏ كتاب خريدة القصر وجريدة العصر، جعله ذيلا على‏:‏ زينة الدهر للخطيري، وجعله في عشر مجلدات‏.‏

وله‏:‏ كتاب البرق الشامي، في سبع مجلدات، في التاريخ؛ وكتاب الفتح البستي في فتح القدسي‏.‏

وصنف السيد على الذيل، جعله ذيلا على خريدة القصر؛ وله ديوان رسائل؛ وديوان شعر‏.‏

توفي سنة 597، بدمشق؛ وولد سنة 510 - رحمه الله تعالى‏.‏-

 قاضي القضاة بدر الدين العيني

الحنفي؛ تفقه، واشتغل بالفنون، وبرع، ومهر؛ وولي قضاء الحنفية بالقاهرة؛ وكان إماما، عالما، علامة، عارفا بالعربية والتصريف، وغيرهما؛ وله‏:‏ شرح البخاري؛ والتاريخ، المسمى‏:‏ بالعيني؛ وشرح معاني الآثار؛ وشرح الهداية؛ ومختصر تاريخ ابن عساكر‏.‏

مات بعين، في ذي الحجة، سنة 855 - رحمه الله تعالى‏.‏-

 ثقة الدين، الحافظ، أبو القاسم، علي بن الحسن بن هبة الله

المعروف‏:‏ بابن عساكر

الدمشقي؛ كان محدث الشام في وقته، ومن أعيان الفقهاء الشافعية، غلب عليه الحديث، فاشتهر به، وبالغ في طلبه، إلى أن جمع منه ما لم يتفق لغيره، ورحل، وطوف، وجاب البلاد، ولقي المشائخ، وكان رفيق الحافظ‏:‏ أبي سعد السمعاني في الرحلة، وكان حافظا، دينا، جمع بين المتون والأسانيد‏.‏

سمع ببغداد، ثم رجع إلى دمشق، ثم إلى خراسان، ودخل نيسابور، وهراة، وأصبهان، والجبال‏.‏

وصنف التصانيف المفيدة، وخرج التخاريج؛ وكان حسن الكلام على الأحاديث، محفوظا في الجمع والتأليف‏.‏ ‏(‏3/ 104‏)‏

صنف‏:‏ التاريخ الكبير لدمشق، في ثمانين مجلدا، بخطه، أتى فيه بالعجائب‏.‏

قيل‏:‏ إنه جمع هذا منذ عقل نفسه، وإلا فالعمر لا يتسع لوضعه بعد الاشتغال‏.‏

ولد في أول المحرم، سنة 499؛ وتوفي في رجب، سنة 571، بدمشق؛ وحضر الصلاة عليه السلطان صلاح الدين‏.‏

وله شعر لا بأس به، وتواليف حسنة، وأجزاء ممتعة‏.‏

وأما الشيخ‏:‏ عبد الرحمن بن محمد بن الحسن بن هبة الله، الإمام، المفتي، أبو منصور الدمشقي، المعروف‏:‏ بابن عساكر

فله أيضا‏:‏ مؤلفات في الفقه، والحديث؛ توفي سنة 620؛ ومولده سنة 550‏.‏

وأما‏:‏ عبد الصمد بن عبد الوهاب بن زين الأمناء حسن بن محمد بن عساكر

فهو‏:‏ الإمام، المحدث، الزاهد‏:‏ أمين الدين، أبو اليمن الدمشقي، الشافعي، نزيل الحرم؛ سمع من جده، ومن ابن التين؛ وحدث بالحرمين بأشياء؛ وكان عالما، فاضلا، جيد المشاركة في العلوم‏.‏

ولد سنة 614؛ وتوفي سنة 680؛ وكان شيخ الحجاز في وقته؛ له تآليف في الحديث‏.‏

قال الشيخ علاء الدين، علي بن إبراهيم بن داود العطار - قدس سره -‏:‏ لما ودعت الشيخ محي الدين النووي بنوى - حين أردت السفر إلى الحجاز - حمَّلني رسالة في السلام عنه، للإمام ابن عساكر المذكور، فلما بلغته سلامه، رد عليه السلام، وسألني عنه‏:‏ أين تركته‏؟‏ فقلت‏:‏ ببلدة نوى، فأنشدني بديها‏:‏

أمخيمين على نوى أشتاقكم ** شوقا يجدد لي الصبابة والجوى

وأريد قربكم لأني مرتجى ** يا سادتي قرب المقيم على نوى

 عبد الله بن أسعد المازني، الشافعي، اليافعي

الرجل الصالح، محب الصلحاء، خادم أولياء الله تعالى، المناضل عنهم، والمنافح عن شأنهم؛ صاحب المصنفات الكثيرة، ‏(‏3/ 105‏)‏ وكل تصنيفه نافع في بابه، وتاريخه من أصح التواريخ، وأحسنها، وألطفها، لوروده بعبارات عذبة، وأنفعها للناس، لاشتمالها على المهمات، وهو مجلدتان كبيرتان‏.‏

ومن لطيف مصنفاته‏:‏ مصباح الظلام، في المستغيثين بخير الأنام‏.‏

وكتاب‏:‏ روض الرياحين، في حكايات الصالحين‏.‏

وبالجملة‏:‏ هو رجل صالح، مبارك، عزيز الوجود، فرد في زمانه، ونادرة في أوانه، أشعري العقيدة، سالك طريقة الصوفية، والمعاشر مع أهل الخير والزهد والصلاح‏.‏

قال ابن السبكي - في طبقاته الكبرى -‏:‏ اجتمعت به بمنى، سنة 747؛ وتوفي بمكة، سنة 767 - روح الله روحه، وزاد في أعلى الجنة فتوحه -؛ وتاريخه مشهور، موجود بأيدي الناس، وقفت عليه‏.‏